الجمعة 18 أبريل 2025 | 10:30 م

«Sinners».. ملحمة الجنوب الأسود التي تجرؤ على الحلم وتتعثر أمام الرعب

شارك الان

بجرأة فنية وطموح لا يُخفى، يقدم المخرج الشهير رايان كوجلر فيلمه الجديد Sinners، الذي ينقل المشاهد إلى الجنوب الأمريكي في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تتقاطع الأساطير، والموسيقى، والهوية السوداء مع لمسة من الرعب القاتم.

تدور أحداث الفيلم في ولاية ميسيسيبي عام 1932، مع عودة التوأمين "سوموك" و"ستاك"، اللذين يجسدهما مايكل بي. جوردن، إلى بلدتهما بعد مغامرات مع الجريمة المنظمة في شيكاغو. 

يحملان معهما طموحًا لتأسيس ملهى ليلي "من أجلنا وبأيدينا"، متحدين واقعًا عنصريًا قاسيًا، وجراحًا دفينة.

الفيلم يحتفي بجمال الجنوب الأسود، من حقول القطن الواسعة إلى الموسيقى التي تنبض بالأرواح القديمة، ويستعرض صراعات الهوية والانتماء من خلال شخصية "سامي"، الشاب الموهوب في عزف البلوز، الممزق بين رغبة والده الواعظ في التزام الطريق الديني، ونداء الموسيقى التي تستحضر الأرواح.

لكن Sinners لا يكتفي بالحكي الاجتماعي والتاريخي، بل ينزلق إلى عالم الرعب عندما يظهر مصاص الدماء الإيرلندي "ريميك"، ليقلب حياة الشخصيات رأسًا على عقب. رغم الأفكار الغنية التي يطرحها كوجلر، إلا أن الفيلم يتعثر حين يتعلق الأمر بتقديم الرعب بصريًا ودراميًا، إذ تفتقر مشاهد العنف إلى العمق، وتُقدَّم الدوافع بشكل سطحي.

مع ذلك، يظل الفيلم علامة فارقة في تجربة كوجلر الفنية، حيث يبتعد عن الخطاب المباشر حول العنصرية، ويخاطب جمهوره الأسود بأسئلة جريئة عن الدين، الهوية، والحب، بأسلوب شاعري حميمي.